الدرس الرابع من دروس القرآن مدرسة تهذيب النفس

القرآن: كيف يربينا
الدرس الثالث من دروس القرآن مدرسة تهذيب النفس

القرآن دليل يأخذ بأيدينا إلى الله
القرآن مدرسة تهذيب النفس الدرس الأول

القرآن أفضل مطهر من الذنوب والآفات
القرآن مدرسة تهذيب النفس الدرس الثاني

المنهاج التربويّ للقرآن الكريم... كيف نحقّق الأهداف القرآنية؟
إنّ جميع الأهداف القرآنيّة أو الغايات الفرديّة والاجتماعيّة، التي أُنزل هذا الكتاب الإلهيّ من أجلها، إنّما تتحقّق في ظلّ السّعي الحثيث لتطبيق القرآن في الحياة. وهذا ما يحصل بعد اكتشاف المنظومة العامّة أو الخطّة الإلهيّة الشاملة التي فصّلها الله فيه.

الدور التربويّ والتعليميّ للقرآن الكريم... سيذهلك ما يمكن أن يحقّقه هذا الكتاب
إنّ إدراكنا للدور التربويّ والتعليميّ لكتاب الله المجيد ينبع من فهمنا ومعرفتنا بماهيّته وحقيقته. ولأنّه كلام الله، ولأنّ كلام الله عين إرادته، ولأنّ إرادة الله عين صفاته وأسمائه، ولأنّ الإنسان قاصرٌ عن الإحاطة بصفات الله وكنه أسمائه، فلا يمكن لأحدٍ أن يحيط بحقيقة القرآن ويستوعب ما يتضمنّه؛ إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ البشر قاصرون عن فهم الكثير من مراتب تنزّله وعاجزون عن معرفة كلّياته وما يمثّله.

كتب حول الأخلاق في القرآن
رغم أهمية القرآن الكريم ومركزية دوره في تربية الإنسان وتزكية النفوس، إلا إنّ ما كُتب حول هذا الموضوع بشكل اختصاصي لا يكاد يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. ولا شك بأنّ الكتب الأخلاقية العامة قد حفلت بالدراسات أو المقالات التي استقت من القرآن واستفادت من تعاليمه. ونحن هنا ندرج ما أُلّف وصُنف تحت هذا العنوان، على أمل أن يجد القراء والباحثون طريقهم نحو الكشف عن الرؤية القرآنية الشاملة للتزكية والبناء وصناعة الإنسان.

القرآن يبني الأمة الواحدة
قيام الأمة الإسلامية الواحدة يُعد هدفًا من أهداف الدين، لأنّه في ظل هذه الأمة الإسلامية الواحدة يتمكن المسلمون من تطبيق دينهم وإقامة شعائرهم على أكمل وجه. القوة الاجتماعية هي أساس العزة وفي ظل العزة يحافظ الإنسان على دينه لكن منذ أن تأسست هذه الأمة (من بداية تشكلها على يد رسول الله(ص) وحتى يومنا هذا) لم يتحقق هذا الهدف. منذ البداية ابتليت الجماعة المسلمة بمشكلة تعدد الولاءات أو انحراف الولاءات لأنّ الأمة الإسلامية تعني حركة الجماعة المسلمة باتجاهٍ واحد على أساس الولاية الإلهية، ونحو الأهداف الإلهية الكبرى.هذه الولاية الإلهية التي تتجلى بالنبي الأكرم(ص) والأئمة المعصومين (ع) وكل مَن ينصّبونه. ما لم يوالي المسلمون مَن ولّاه الله سبحانه وتعالى عليهم ولم يوحّدوا ولاءهم بهذا الاتجاه فلن تكون هناك أمة إسلامية واحدة. فإذا أردنا أن نكشف تلك التحالفات أو تلك الولاءات التي تشتت المسلمين فنحن نحتاج إلى هذه الثقافة القرآنية أن تكون حاضرة في النقطة المركزية لحياة المسلمين وتفكّرهم وتصوراتهم حتى يعرف المسلمون حقيقة ما يجري. فكيف يبني للقرآن الكريم الأمة الواحدة؟

كيف يدل القرآن على صفات إله العالم؟
القرآن الكريم من الظواهر الكونية التي إذا امتزجت واتّحدت مع المنطق السليم العقلي للإنسان، ستوصله فورًا للقول بأنّ القرآن الكريم هو دليل على وجود إله خالق يتصف بالصفات العلمية والقدرة العظيمة، ذلك لأنّه في القرآن الكريم من العجائب والحقائق والآيات البيانية ما لا يمكن لبشر أن يأتي بمثله كما أنّه لا يوجد كتاب أدبي أو ثقافي أو حضاري ممكن أن يشابه القرآن أو يقترب منه. فتكون هذه الخطوة الأولى والأساسية نحو الانتباه إلى هذا الحضور الإلهي. لكن هذا لا يكفي لوحده، فالقرآن لم ينزل ليقول أحدهم"نعم لقد ثبت لدي أنّه يوجد إله خالق وأنّ هذا دليل عظمته وقدرته" فحسب، بل نزل ليتفكر فيه الإنسان ويقرأه ويستفيد منه في حياته، أو بتعبير أعمّ جاء ليحقق هذه الرابطة الواقعية الإيمانية بين الإنسان وإله هذا العالم. إنّما يكون القرآن الكريم آيةً ودليلًا على الله عزو وجل بل وسيلة للارتباط به والتفاعل معه حين يسعى هذا الإنسان ليستفيد منه، عندها سيفتح له هذا الكتاب أبواب الغيب والشعور بوجود الله سبحانه وتعالى.